طلبة مدرسة بيرين-خلة الفرن مقاومة يومية في سبيل التعليم
وطن للأنباء: في منطقة جغرافية منسية، بعيدة عن صخب المدينة، واهتمامات المسؤولين/ات وعيون الكاميرات، يقاوم البنات والأولاد في بيرين – خلة الفرن جنوب الخليل، يومياً، من أجل نيل الحق في التعليم الذي كفلته الشرائع والقوانين الدولية.
البنات والأولاد في بيرين – خلة الفرن، أقوياء فعلاً، حيث يبدأ يومهم/ن منذ ساعات الصباح في رحلة طويلة، للوصول إلى المدرسة الوحيدة، التي تعد الملجأ الوحيد لنحو 50 طالبة وطالب.
مدرسة بيرين-خلة الفرن المختلطة، تعاني نقصاً حاد في إمكانيات التعليم، مثل الغرف الصفية، والكادر التعليمي، والبنية التحية، وتواجه العديد من التحديات التي تعيق تطوير المدرسة وتوسيعها.
وقال السيد محمد عيد أبو ظهر، عضو تحالف الرجال الذي أسسته مؤسسة أدوار لدعم ومناصرة قضايا وحقوق النساء ، يتابعون أبرز المشكلات والاحتياجات للقرية ويهتمون بالقضايا التي يحتاجها المواطنين/ات بشكل عام والنساء بشكل خاص ، أن مدرسة القرية مختلطة للبنات والأولاد من الصف الأول حتى الصف الثامن، وهي تتكون من 4 غرف صفية فقط مسقوفة بألواح الحديد (زينكو) ويعمل بها 7 مدرسين/ات.
يذكر أن تحالف الرجال تم تشكيله في تلك المنطقة ضمن مشروع “(فعل، دعامة وارتكاز) الرجال الداعمين الفاعلين من أجل التغيير المجتمعي وحماية المشاركة المدنية للنساء والشابات”، الذي تنفذه مؤسسة أدوار للتغيير الاجتماعي بالشراكة مع خدمات الإغاثة الكاثوليكية (CRS) ومنظمة صحة العائلة الدولية (FHI360)، ضمن إطار مشروع المشاركة المدنية والمجتمعي (CPCE)، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
وشارك أبو عيد في لجنة مكونة من لجنة الحماية النسوية في بيرين، أولياء الأمور، والمجلس القروي في عدة اجتماعات مع مديرية التربية والتعليم في الخليل، لإيصال مطالبهم/ن واحتياجات المدرسة، حيث تلقوا وعودا دائما، لكن أي من تلك الوعود لم تنفذ.
وقال أبو عيد “عقدنا عدة اجتماعات مع مديرية التربية والتعليم ولجنة الحماية النسوية، ووضعناها في صورة احتياجات المدرسة نظراً لواقعها الصعب، ولم نتلق سوى الوعود فقط والتي لم تنفذ منها حتى الآن وقد كانت أبرز الاحتياجات التي طالبنا بها كانت زيادة الغرف الصفية، وتوفير رياض الأطفال، وتحسين البنية التحتية”.
هذا الواقع في المدرسة يتطلب مشاركة طالبات وطلاب كل مرحلتين دراسيتين في صف دراسي واحد، أي ان طالبات وطلاب الصف الأول والصف الثاني يتشاركوا/ن صف دراسي واحد، وكذلك الحال للصف الثالث والرابع، وهكذا، كما أن الطالبات والطلاب بعد الانتهاء من الصف الثامن لا يستطيعوا/ن إكمال تعليمهم/ن، نظراً لعدم وجود صفوف ومدرسين/ات للمرحلة الثانوية.
تقع القرية في المنطقة المصنفة “ج”، حسب اتفاق أوسلو، ويقطعها شارع التفافي من المنتصف، تقع على جانبه الأول بيرين، وعلى الجانب الآخر خلة الفرن، مما يضطر الطالبات والطلاب القاطنين/ات في بيرين يومياً إلى قطع الشارع الالتفافي للوصول إلى المدرسة، مما يعرضهم/ن لمخاطر عدة أبرزها الدهس من المركبات المسرعة وبحكم أنها منطقة مهمشة فهي تواجه ظروف سياسية صعبة.
وقال أبو ظهر “عدد سكان بيرين _ خلة الفرن يبلغ نحو 500 نسمة، وهي تقع بين بني نعيم والخليل ويطا، وتعيش حياة بدائية، فالطرق فيها غير معبدة، ويقسمها شارع التفافي إلى شقين هما بيرين وخلة الفرن”.
وأضاف أبو ظهر “القرية تخلو من رياض الأطفال، وطالبات وطلاب المدارس يتشاركوا/ن الصفوف الدراسية، كما ان نقص الغرف الصفية يجبر الطلبة على ترك دراستهم/ن لعدم وجود صفوف ثانوية من الصف التاسع إلى الصف الثاني عشر- التوجيهي”.
ولفت أبو ظهر ان الظروف السياسية والاجتماعية تؤثر بشكل كبير على المدرسة التي تبعد بمسافة كيلومتر واحد، كما يحيط بها شارع التفافي، وهذا الواقع دفع العديد من الطلبة للتسرب من المدرسة خوفا من التعرض لأي مخاطر.
تبعد بيرين عن المدرسة مسافة 2 كيلو متر (الشارع الالتفافي شق القرية إلى قسمين، القسم الأول بيرين التي تبعد 2 كم عن الجزء الآخر وهي خلة الفرن) وهذا يجبر الطلاب على قطع هذا الشارع في الذهاب والإياب من المدرسة واليها، الأمر الذي قد يعرض الطلاب والطالبات لاحتمال الدهس جراء السرعة.
السيد محمد أبو ظهر أحد الذين تضرروا من هذا الواقع، فقد تعرض نجله 8 سنوات للدهس العام الماضي أثناء عودته من المدرسة، حيث أجريت له على إثر ذلك 3 عمليات جراحية، ولا يزال يواصل علاجه.
ويطالب ابو ظهر عضو تحالف الرجال وعضوات لجنة الحماية النسوية وزارة التربية والتعليم وجهات الاختصاص، بتوفير رياض أطفال وزيادة الغرف الصفية في المدرسة، وفتح صفوف دراسية للتوجيهي حيث ان هناك العديد من البنات والأولاد يسعوا/ن لإكمال التعليم لما في ذلك من أهمية للارتقاء بالمستوى التعليمي للبنات والشابات والأولاد والشباب الأمر الذي ينعكس على تحسين ظروفهم/ن المعيشية.
وشدد على ضرورة تأمين مواصلات آمنة وزيادة الطاقم التعليمي، ومتابعة المدرسة من قبل التربية والتعليم والهيئات المختصة، فضلا عن توسيع ساحة المدرسة التي لا تتجاوز مساحتها 20 متر مربع.
وقال أبو ظهر ان نساء ورجال القرية طرقوا/ن كافة الأبواب لتحقيق هذه المطالب لكن دون جدوى ونتطلع ان تستجيب الجهات المختصة لذلك.
Leave a Reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.