سياسة التمييز العنصري والعقاب الجماعي يهدف لتهجير ناعم وقسري للسكان
الخليل/ إكرام التميمي
والعالم تتجه أنظاره نحو غزة؛ وما يحدث فيها من جرائم ضد البشر والحجر، يعاني أيضا الفلسطينيين في قلب البلدة القديمة بالخليل من فرض الإحتلال الإسرائيلي لحظر ومنع التجوال المشدد على السكان الفلسطينيين والقاطنين بأحياء قديمة وهي تعاني بسبب التحديات الجمة جراء سياسة التمييز العنصري وعوامل عديدة تنتزع كافة الحقوق الانسانية والطبيعية لأي مجتمع إنساني على وجه البسيطة.
المطلوب التنبه و الصحوة والتي توجب بل و تحتم على صناع القرار القيام وعمل ما أمكن بتعزيز صمود أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أرضنا المحتلة؛ هناك مخططات متتالية منها المستتر والغير المعلن عنه في الإعلام سواء الدولي او المحلي الفلسطيني.
ما يدور في قطاع غزة المحاصر منذ عقود وعلى مرأى ومسمع العالم لم يحرك ذلك كله العالم كي ينتصر للانتهاكات الخطيرة التي طالت الديمغرافيا والجغرافيا في غزة، وكما هو الحال منذ عقود ضد المناطق التي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي في بعض مدن الضفة الغربية على حد سواء.
إنها سياسة حرب وجودية، وهولوكوست جديد، ضد القضية الفلسطينية برمتها، تهديد وصراع على أحقية الأرض والشعب صراع دائر وحروب تطهير عرقي، إن الأمر والمعركة الآن تقترب من سمات حرب الإبادة للشعب الفلسطيني وإخراجه من التاريخ والجغرافيا.
هل تم قراءة المشهد الحقيقي والتي تمارس خلاله انتهاكات وتنفذ يومياً وفي تسارع ملموس، لإلتهام الجغرافيا الفلسطينية لصالح الإستيطان، إن ما يتم تباحثه في السر غير العلن، إن الإحتلال ينفذ مشروعاً معداً منذ زمن، وهو الذي يستغل الحالة العاطفية والوجدانية لمشاهد المجازر ضد الأطفال والنساء في غزة، من أجل استدراج الصدام المفتوح في الضفة والقدس، تمهيداً للترحيل الناعم والقسري وتهويد لكل ما هو فلسطيني وتاريخي وثابت وعلينا أن لا نغفل عن قلب الحقائق وتزييف إرثنا وحقوقنا الثابتة من قبل الإحتلال .
هل الإحتلال يركز خلال عدوانه على غزة ويعتبره”الهدف المركزي له الآن”، ام هي سياسات ممنهجة وعبر برامج مقنعة ظاهرها إشغال العالم في وقف الحرب على غزة، وأن يعمل الكل على انقاذ أهلنا من الإبادة، وأن يغض الطرف عما يقوم به الإحتلال بمتغيرات جغرافية وديمغرافية في الضفة والقدس كما في غزة و بالتوازي بفرض واقع جديد على شعبنا من خلال مخطط التهجير الذي لم يرفع من التداول وهو ما نشاهده في الخليل.
قلوبنا وعقولنا قبل العالم، تحزن للمشاهد الغير قانونية والا إنسانية باعتبارها جوهر الموقف الأخلاقي العدالة والحرية هي مكفولة وأساس مستقبل الاستقرار والسلام والأمان للجميع على حد سواء.
إن فرض الاحتلال الإسرائيلي معارك طويلة وجولات من الصراع بوسائل مختلفة ومتنوعة، في كافة الأراضي الفلسطينية يؤسس لفرض متغيرات وتحديات تهدد السلم والإستقرار بالمنطقة برمتها .
وعليه نطالب الكل بأن يشارك في إحترام حقوق الإنسان والحفاظ على الكرامة الإنسانية وبمساعدة كل أحرار العالم الذين ينشدون ويؤمنون بأهمية الإنتصار للإنسان ولتحقيق العدالة والحرية، ونطلب الوقوف مع حق الإنسان الفلسطيني “.
إن الوضع الراهن لا يمكن الصمت فيه وحتى لا نسهل على الإحتلال القيام بالمضي قدما بتنفيذ ما يخطط له بطرق متعددة واهمها تهويد وتهجير آخر في البلدة القديمة بالخليل والقدس، وكما تلاشت من ذاكرة البعض من تذكر ويلات عام 1948، ومعاناة الفلسطينيين داخل ما يسمى عرب الداخل، مستغلين الظرف في كل عدوان على غزة للتغول أكثر في فرض متغيرات تضاعف من معاناة الفلسطينيين بالضفة، ان هذه هي لحظة الدعوة لعدم الصمت وعلينا التعاون والعمل السياسي الرسمي والمجتمعي ببحث اقصى ما يمكن العمل عليه، ووضعه الحلول الممكنة وهو أساس وعلينا دراسة ما هي واجبات العمل على قواعد القوانين والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية ونحن في اشد الحاجة للحماية؟ فلماذا هي قرارات أممية فاعلة ضمن إزدواجية المعايير في العالم؟ وكافة المواثيق والإتفاقيات الدولية عندما يكون حال شعبنا تحت الإحتلال لا يتم نفاذها..!!
إن افتقاد الفلسطينيين لضرورات وأساسيات الحياة، علاوة على عدم الشعور بالأمن وسبل تأمين حياة الناس وممتلكاتهم من هجمات عصابات المستوطنين المسلحة والمحمية من حكومة الإحتلال، ومن يرفع صوته منا يتم إما إعتقاله أو التضييق عليه بفرض مزيد من العقوبات بهدف تهجيز قسري للفلسطينيين القاطنين في الخليل والذين يتعرضون يوميا لسياسات الفصل العنصري..الخ.
حان الوقت ان نناقش مليا الخطر المحدق في السياسات والبرامج الإسرائيلية الممنهجة ضد أحياء وحارات البلدة القديمة بالخليل وحول المسجد الإبراهيمي الشريف والذي هو الآن ومنذ سنوات يخضع للتقسيم المكاني والزماني، وبات المشهد اليوم خطيرا من خلال فرض حظر التجوال على أحياء ومحيط المسجد وبهدف الضغط وسياسة الفصل العنصري للهجرة الناعمة والقسرية للفلسطينيين القاطنين داخل البلدة القديمة في الخليل.
فهل يستطيع صناع القرار الفلسطيني بحث هذا الوضع بجدية وبدراسة السبل والإمكانيات والبرامج لتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني وبخطوات ملموسة تساهم في تحقيق الدعم والإسناد والشراكة الحقيقية مع كافة الجهات ولتحقيق كل السبل في تعزيز الصمود وآليات مواجهة كافة التحديات، أم سنترك بلا اية مقومات للعيش الإنساني الكريم؟
Leave a Reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.