في صباح أحد أيام الربيع الباردة الممزوجة بخيوط الشمس الذهبية كنت واقفة على طرف شباك المطبخ ،بعد ان وضعت غلاية القهوة على الغاز ، تركتها لتغلي وسرحت مع الذكريات ، ولم أنتبه لغلاية القهوة ،إلا بعد ان ترجلت أسماءً من الذاكرة ،فزادت مرارات القهوة مراراً .. وسكبت الكثير منها على الغاز .
تبسمت قليلا على الرغم من فظاعة الموقف ، فالاسم الذي ترجل مسح الم فورانها وانسكابها على الغاز
ارتديت ثيابي وتوجهت للجامعة ،فجلست مع صديقتي ولاء في غرفة التحكم التابعة للمسرح ، نسمع بعض اغان ٍ لفيروز ..،فجأة انشقت ظلمة المكان بخيط رفيع من الضوء الابيض ،حيث كان على أثره دخول زميل لنا ،ليدردش ويسرد لنا قصصه المملة .. فقال “وين راح تعملوا الخدمة الخارجية ” ،فقلت : “شو رأيك تقترح لنا مكان ” ،فقال : شو رأيكم بمؤسسة أدوار ، فقلت له :- والله أول مرة بسمع فيها، ضحك ضحكته المعهودة والتى تخبئ بعض المفاهيم الغير مفهومة ، أنا بأخذكم عليها ، فقلت له : ماشي
بعد أيام ذهبنا للمؤسسة و تعرفنا على لمى و ريم ،اتفقنا على الحضور في أيام محددة وأوقات معينة ، بداية الامر كانت العلاقة سطحية مع موظفات المؤسسة ، ولكن مع مرور الايام ترسخت العلاقة مع الموظفات .
تعرفت على الكثير من الاشخاص المميزين ، الذين شاركوا بمجموعة من انجازات و ورشات عمل مؤسسة أدوار كان أخرها مؤتمر بعنوان “نساء محافظة الخليل أين من مواقع صنع القرار “،والذي أحتوى على العديد من الشخصيات المهمة والقادة المؤثرون في المجتمع ، وحضر حشد كبير من الفئة المستهدفة بالاضافة الى الكثير من وسائل الاعلام . كان هذا دليل واضح على نجاح المؤتمر وقبله نجاح المؤسسة في الوصول الى هذا العدد وهذه الشخصيات حيث تمكنت بكل سهولة من أستقطاب وأقناع هذه العقول.
كان من الجميل أن أرى زميلاتي اللواتي يشاركن بمشروع مدونة أدوار حول التوعية لقضايا النوع الاجتماعي “الجندر”، يشاركن بفاعلية في هذا المؤتمر ،هذا المشروع والذي يضم 18 متدرب/ة ، والذي يهدف الى أدماج النوع الاجتماعي في وسائل الاعلام وتسليط الضوء على اللغة الجندرية وأهمية تفعيلها في كتابة المدونات، بالاضافة الى كسر الصورة النمطية حول أدوار النساء والرجال بالاضافة الى الكثير.
كان من الجميل أن أسمع في هذه الورشة الى تجارب بعض الزملاء/ ات في مؤسسة ادوار، فما كان من الزميلة رونزا إلا أن تخبرني عن تجربتها حيث قالت: ” بدايتي في ادوار كانت بعد مشاركتي في دورة تدريبية تقدمها المؤسسة، حيث علمت بأنني أستطيع التطوع بالمؤسسة، حيث انني لم اجد وظيفة بعد، بسبب قلة فرص العمل للخرجين \ات الجدد، حين ذلك قدمت للتطوع فيها ، وكانت بداياتي جيدة بالتعرف على الموظفات في ادوار وطبيعة عمل المؤسسة ،أصبحت بيتي الثاني الذي ألجأ له في أي وقت، لأجد أبوابه مفتوحة أمامي”.
بالإضافة الي اني استمتعت كثيرا بقصة الزميلة أحلام ، والتي على الرغم من عدم الوضوح الذي يشتاحها، الا ان الكثير من المعاني العميقة يمكنك استنتاجها بكل بساطة.
في النهاية أود وبكل امتنان ومحبة أن اتقدم بالشكر لكل من قام على هذا العمل، بداية من المديرة العامة سحر القواسمة وصولا الى المدربة المميزة إكرام التميمي, اللواتي قدمن كل ما لديهن لإنجاح هذا المشروع المميز.
فاطمة مناصرة
رونزه ابو اعمير
Leave a Reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.