تحديات التأقلم الطبيعي لما بعد شهر رمضان عبادات العقل والجسد

الخليل/ إكرام التميمي

بالعادة تختلف انماط الحياة والسلوك في شهر رمضان الكريم؛ حيث تتضمن العبادات مجموعة من العبادات غير الصيام، صلاة التراويح ما بعد الصلوات المفروضة، وقيام الليل، والمداومة على تلاوة القرآن الكريم والدعاء بما تيسر، والدعوة للأقارب والأرحام على مؤائد الإفطار، مما يتطلب إضطراب في بعض الممارسات والعادات ومواقيت تقديم الطعام وإعداده، وايضا التغير في مواعيد النوم، والقيلولة، والإستيقاظ صباحا، والوصول للعمل، او لطلب العلم للطلبة، جميع ذلك يتم جدولته حسب فترة تناول السحور وحتى مواعيد الإفطار، وأيضا مرتبط بمواقيت الصلاة والتي يزيد عليها صلاة التراويح والذهاب لبعض افراد الأسرة للمسجد لأداء الصلوات، وايضا تلبية واستضافة بعض الدعوات من الاقارب والمحيطين بالعائلات من ذوي القربى والأرحام وقد تتجاوز ذلك لبعض الدعوات من المؤسسات التي تكون أدرجت في برامجها لشهر رمضان إفطار جماعي قربة ولكسب الأجر والثواب .
وما يكاد الجسم يعتاد على النمط السلوكي لشهر رمضان وما بعد الإنتهاء من أجواء روحانية الشهر الكريم، وما يتطلبه العيد من طقوس دينية واحتفالية وزيارات عائلية، يجعل الشخص جسمانيا وعقليا ونفسيا يحتاج العودة لما كان عليه ما قبل قدوم شهر الصيام .
تعتبر مشكله تغير الساعة البيولجية للنوم هي من أكثر ما يحتاج الشخص بذل المرونة الكافية لمعاودة النشاط الذهني والجسدي والعقلي بأقل الضغوط .
وهناك البعض قد يصاب بما يسمى إكتئاب ما بعد العيد؛ وهذه الحالة النفسية مرتبطة بشكل كبير بالحالة النفسية والصحية والعلاجية والدوائية وأيضا يؤثر عليها زيادة المجهود البدني، وعلاوة على زيادة الجانب المادي والتي بالعادة تكون المصروفات المالية مكلفة أكثر من باقي شهور العام .
ومما يؤثر ايضا على رب العائلة قائمة المشتريات سواء لشهر رمضان او لإستقبال العيد وما يعرف بدفع العيدية لذوي الأرحام والأقارب.
يختلف نسبة وتناسبا ما يؤثر على النساء وعلى الرجال، الاعباء التي قد تؤثر جسديا ونفسيا على النساء تكون بسبب زيادة الأعباء المنزلية والتي تحتاج منهن بذل طاقة كبيرة ولا سيما بجدولة ساعات النوم والإستيقاظ لتقوم بكافة ما يناط بها من ادوار والتي هي حتى اليوم تجعل كل الأعباء على النساء، بحيث تزداد الضغوط عليهن ولا سيما لمن هن من ربات البيوت واللواتي يعملن خارج المنزل وايضا ممن قد تكون لديها اطفال وقد تكون ام مرضعة، او حتى إمراة حامل، أو ممن هن يقمن بالعناية في مسنين او مرضى بالبيت.
وللحديث عن دور الرجال بالعادة يكون الجانب المادي، هو اكثر تغير قد يمثل ضغوطا على حياة رب العائلة من الرجال.
ويبقى علينا بذل كافة الجهود، والحوار بمنتهى المصداقية والشفافية والأمانة والعقلانية والتي تمكن كل فرد بالمجتمع بأخذ الوقت الكافي من الغذاء والشراب، والإحتياج الغير مرتبط بكليهما هو الأكثر تأثيرا وهو القسط الكافي من الهدوء النفسي، والترفيه ولو بتغذية العقل بالثقافة، والجسد بممارسة الرياضة.
لعلنا نتوصل جميعا لمسمى إحتياجات العقل السليم في رمضان، كما حاجة الصائم للطعام والشراب، جميع العبادات غذاء للعقل كما الجسد .

Be the first to comment

Leave a Reply