مناهضة العنف ضد النساء في وسائل الإعلام

اعداد : د. سحر يوسف القواسمة
المديرة العامة في مؤسسة أدوار
أصدرت في عام: 2014 ونشرت بتاريخ:3\2020
لماذا ابتعدت النساء عن الإذاعات المحلية وهل تقوم الإذاعات المحلية برفع ودفع قضية النساء ؟

مــــقــــدمة
إن الإذاعات المحلية الفلسطينية وبصورة خاصة اذاعات محافظة الخليل تناولت قضية النساء في القضايا المختلفة بطريقة ساهمة الى حد بعيد بتشويه صورتها ، ولم تعكس حجم نضالها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
إنا الإعلام بشكل عام والاذاعات المحلية بصورة خاصة لها نسبة واسعة من المستمعين والمستمعات فهي تعتبر الركن الاساسي من اركان بناء المجتمع وتطوره ، وبالتالي فلديهم جزء كبير من المسئولية الاجتماعية والتوعية ، وتسليط الضوء على المشاكل الحساسة في المجتمع كجزء من مهامه واهتماماته في عمل جوانب الحياة .
يوجد القليل من المؤسسات النسوية قدمت برامج مختصة لقضايا المراة مثل جمعية المرأة العاملة حيث قدمت برنامج بعيون النساء و يذاع على راديو أمواج وأجيال بيت لحم وصوت فلسطين فمثلا قضية العنف ضد النساء أخذت جانب من الإعلام ولكن بتمويل من الموسسات الأهلية النسوية ، حيث عرضت قضايا هامة في الاذاعات المحلية و لم تسلط الضوء على المشكلة وتحليلها ومناهضتها ، وإيجاد الحلول لها حيث لا يوجد أي برنامج يطرح القضايا الحساسة والاجتماعية ومصالح النساء المحلية مقدم ومعد وممول من ميزانية الاذاعة المحلية نفسها باستثناء راديو علم الذي يطرح برنامج “حواء على الهواء ” ولكن هذا البرنامج يعمل على تلبية الحاجات العملية للنساء والادوار التقليدية للنساء وليس الحاجات الإستراتيجية والنوعية والتي تساهم في التاثير والتغيير لخلق واقع أفضل للنساء.

صورة عامة عن واقع النساء في الاذاعات المحلية؟
إن ما يمارس في الاذاعات الفلسطينية وبصفة خاصة في محافظة الخليل ،هو عنف إذاعي ممارس ضد النساء في محافظة الخليل “.

1. إن الإذاعات المحلية تقدم النساء على إنهن كائنات سلبيات مستهلكات وغير منتجات تحتاج دائما للحماية , وينحصر دورها في الاستهلاك والزينة , فيما يستغل جسدها وصوتها للدعايات التجارية .

2. تناول الاذاعات المحلية قضايا النساء بشكل عام ضعيف ويرجع هذا الى انعدام المساحات الثابتة والمستمرة لقضايا النساء , مما يعطي مؤشر بعدم قناعة المسؤليين عن الاذاعات بأهمية دور النساء في المجتمع .

3. تتركز مضامين البرامج الاذاعية للنساء حول الدور التقليدي للنساء الذي يركز على أمور الطهي والطبخ والأطفال والزوج والازياء والتمثيل والموضة , في الوقت الذي يتم فيه اقصاء الأدوار الأخرى للنساء باعتبارها كائن منتج وفاعل في المجتمع .

4. هناك برامج موسمية ممولة من بعض المؤسسات النسويه استطاعت أن تطرح بعض القضايا التي تمس أوضاع النساء مثل إبراز المشكلات التي تعاني منها النساء مثل العنف , والزواج المبكر , والقوانين والتشريعات .

5. تركز الاذاعات المحلية على فئات محددة من النساء وهمشت وغيبت فئات أخرى كالمرأة الريفية والبدوية , وان حدث وتم تناولها يكون بشكل خاطف وسريع يفتقر الى العمل المنهج المبني على معطيات حقيقية وواقعية ومستمدة من احتياجاتهن الحقيقية .

6. إن الاذاعات المحلية تعطي اهتمام لبعض مهن النساء على حساب مهن أخرى , حيث يهتمون بمناصب النساء اللواتي يعملن في وظائف مهمة وهذا من منطلق نابع عن علاقتها بالحزب .

7. يتم التركيز على برامج النساء في مرحلة الشباب والنضج والخصوبة , فيما يتم اقصاء مرحلتي الكهولة والشيخوخة الى زوايا معتمة , إما الفتيات صغيرات السن فلا يشغلن أي اهتمام في الاذاعات .

8. الاذاعات المحلية تتحاشى الحديث عن القضايا النسائية الخلافية مثل قانون الأحوال الشخصية او جرائم ما يسمى بالشرف ، وعمل النساء في مهن مثل رئيسة بلدية أو رئيسة جامعة.

9. غياب القاعدة الجماهيرية واحتياجاتها عن قائمة الأولويات في إبداعاتهم الاذاعية حيث تشير الدلائل ان الإعلاميين لا يمتلكون تصور محدد عن الجمهور النسائي الذي يتوجهن إليه.

10. إن الاذاعات المحلية لا تقدم صورة النساء حسب ما وصلت إلية او ما حققتة من
انجازات نساء فلسطين ولا تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي والفكري والتنموي الذي
وصل إليه اليوم، ولكن أرست وأسست الموروث الثقافي التقليدي الذي يركز على
صورة النساء كضحية وذلك للحفاظ على الإذاعات المحلية والحصول على القبول
الاجتماعي لها داخل المجتمع الفلسطيني.

11. ان الاعلام المحلي يقدم قضايا النساء التي لا خلاف عليها حيث تتناول قضايا النساء بالمواسم واقتصارهم على الخبر وليس التقرير ،دون الاهتمام بالاشكال الأخرى للعمل الصحفي كما القضية الصحفية والتحقق منها.

12. ان الاعلام المحلي ، في طرحة لقضايا المراة لايعتمد على ما تنشره الموسسات النسوية والحقوقية من تقارير ودراسات ،كما انهم لا يبادرون في طرح هموم النساء وتطلعاتهم في المناسبات العالمية مثل اليوم العالمي لمناهضة العنف ومناهضة التعذيب وغيرة.

13. إن الاعلام الموجود على الساحة الفلسطينية هو إعلام حزبي وبالتالي هناك تسييس متعمد لقضايا لنساء حسب ايديلوجية الحزب وليس حسب مصلحه النساء وحاجاتها وهذا ادى الى تشويه صورتها في الإعلام المحلي .

وسائل واليات للارتقاء بواقع صورة النساء بناء على الجندر.

1. الاهتمام بنوعية المحتوى الإذاعي المقدم في الشكل والمضمون ومدى الاستمرارية والاستدامة فية من خلال طرح الرسائل الإعلامية المرتبطة بأهداف تنمية النساء اجتماعيا واقتصاديا وصحيا وتعليميا .

2. تدريب العاملين والعاملات الذين يعملون على تقديم البرامج الاذاعية على كيفية اعداد تقديم برامج للنساء حساسة للنوع الاجتماعي”الجندر” .

3. توسيع مشاريع النساء في الشأن الإذاعي والثقافي وإعطاءها فرص ومساحات أوسع لتمكينها من الوصول الى مراكز صنع القرار في عدد من الاذاعات الثقافية لأنه من الممكن إن ينعكس ايجابيا على إدماج قضايا النساء كما ولو تم في مختلف البرامج.

4. إبراز النساء القياديات والمبدعات في مختلف المجالات الثقافية والشعر والآداب والمسرح والفن ،وتكريمهن وطرحهن كنموذج يحتذي بها .

5. تنظيم برامج إذاعية متواصلة والابتعاد عن الموسمية ،بحيث يجب ان يكون لقضايا النساء مساحة خاصة في البرنامج الإذاعي ، حيث هذا يساهم في تغيير ثقافة الرجال حول أهمية احترام حقوق وحاجات النساء بالإضافة تشجيع النساء على إبراز قضايا هن وإبداعاتهن .

6. تعزيز وتفعيل المؤسسات الإعلامية والمؤسسات النسوية والأهلية بشكل عام على دعم الاعلام المحلي من اجل تقديم برامج خاصة بالنساء ،بصفتهم يلعبون دورا أساسيا في عملية التنشئة الاجتماعية والثقافية وقدرتهم على خلق رأي عام واع وناضج على مختلف القضايا وتحديد اتجاهات وسلوكيات الرأي العام التي تساهم في دعم ومساعدة النساء، وتتبنى همومها ومشاكلها وابرازها كعنصر فاعل في التنمية لان هناك ضرورة لإعادة تشكيل الصورة الذهنية للمجتمع تعكس دور النساء وتطلعاتهن .

7. وجود أساس معرفي وقاعدة بيانات ومعلومات وإحصاءات متخصصة تقوم على أساس النوع الاجتماعي حتى يتم وضع خطط مستقبلية للنساء .

8. لماذا لا تلعب النساء دورا فعالا في الإذاعات المحلية ، بينما الرجل يلعب دور المنتج وصانع القرار ، لان هذا النمط لا يساعد النساء ، ويرتبط في ذهن النساء
صورة المرأة الضحية المستسلمة لقدرها دون مبادرة منها لتغيير واقعها .

9. ضرورة عمل استطلاعات دورية منتظمة للتعرف على اتجاهات الجمهور واحتياجاته بما فيه الجمهور النسائي ومعرفة احتياجاتهن والاستعانة بهن من اجل رسم التوجهات العامة للسياسة الإذاعيات في مجال البرامج النسائية .

10. تفعيل دور بعض الاذاعات المحلية خاصة في محافظة الخليل على ان يكون هناك تواصل وارتباط بالمؤسسات النسويه.

Screen Shot 2020-04-04 at 1.32.18 PM

Be the first to comment

Leave a Reply